( لو شاء الله ان يحيينا ، قتلنا ) مارتن لوثر
بعد الشد والمد وبعد العد والكد ، وبعد كل المراسم التقليدية والتراثية والطقوس الدينية ، وبعد ان صدر الحريم وحضر وعرب الزاد ، وسفن الصحراء نائت تحت عبء الزاد ، اتكل الربع على ربه وأخذ الصحراء بوجهه باحثا عن واحة يقطنها ، واحة يجد فيها كل مرتجاه طوال ترحاله ....
الرحلة تسبح بمخاض صحراوي ( لا نوح ولا طل الخبر ) وأمير القوم يجتر الذكريات البطولية من عكاظ الى النجف ( لا جحا ولا ابي ذر ) الى ان حط الربع ترحاله على شواطئ المتوسط .....
كنت صغيرا وكان المتوسط اكبر مني بألف مرة ، كنت اراقبه كل عشية من خلف شباكي الخشبي ، الى ان لمحت في البعيد رعايا القوم يتوافدون نحو شباكي باحجامهم البشرية الهائلة وبأيديهم هويات قانونية وجوزات سفر ، حينها أغلقت نافذتي وستائري وهربت الى أحضان أمي فما وجدتها وما تجرأت الكلام ؟ ....