زميلة في العمل جاءتني مرة والدموع تنهمر من عينيها مدرارة، فقد تعرضت لمحاولة اغتصاب، لا أدري ما الذي ساق تلك الحادثة إلى ذاكرتي اليوم عندما شاهدت فلم بازوليني الذي سميته قصر القرف، وأظن أنني لن أجد تسمية أفضل لذلك القصر الذي تدور فيه أحداث فيلم بازوليني "سالو أو 120 يوما لسدوم"، ففي ذلك المكان وإذا كانت بك رغبة كبيرة لمعرفة ما صوره بازوليني، يمكن لأعصابك أن تحتمل لتشاهد كل أنواع القرف، ما يخطر لك في بال وما لا يخطر، بازوليني نفسه لم يكتب له أن يشاهد هذا الفلم على الشاشة، حيث عرض الفلم للمرة الأولى بعد مقتله بفترة وجيزة عام 1975، ومن ضمن الاحتمالات المطروحة لسبب مقتل بازوليني الذي لا يزال غامضا حتى هذا الوقت، هو انه ربما يكون هذا الفلم بالتحديد سبب مقتله، حيث تلقى بازوليني أثناء تحضيره للفلم تهديدات من منظمات فاشية إيطالية جديدة، وأشيع أن الذين شاركوا في قتله، كانوا يصرخون وهم يفعلون ذلك: "أيها الشيوعي القذر".
وعندما نعرف أن الفلم مأخوذ عن رواية الماركيز دي سادي التي تحمل عنوان "120 يوما في سادوم" فإننا لن نستغرب حجم القرف الذي يحتوي عليه مضمون الفلم....
بي رغبة للصراخ الأكيد
كي تزهر شوارع صوتي
بالكلمات التي لم يدنسها شاعر
وبالمعاني الطليقة كقاسيون...
"1"
للموت رائحة تشبه الأخضر...
من أي عشق أتيتني يا موتُ
كأنكَ الأرضُ تشهقُ، تلد القمحَ والكروم...
كأنك الخيل عالياً: فيتحد العشق والصهيل
من أية رعشة أتيتني يا موت...
كأنك العشق في انكسار النظرة الحرون على
أطراف البوح...
الغابة تمشي "يامكبث"
الغابة تفتش عن عود ثقاب
شعب الحطب من روابي لبنان حتى جبال أفغانستان
ينتظر عود كبريت.
شعب يائس
يرمي نفسه
في النار
ولن يصل إلى الجنة!
كان ياما كان في يوم من حزيران عام 1967، كان هناك مجموعات من سكان الجولان تجتاز الحرش باتجاه الشرق، بعضهم يجر حمارا عليه فراشا ولحافا، وبعضهم خرج بلباسه الذي عليه، العبارة التي كان الكثيرين يستخدمونها للدلالة على سوء الحال في ذلك الوقت، وكنت أنا تلميذ الصف الثاني الذي نجح إلى الصف الثالث، من بين أولئك الذين خرجوا بلباسهم الذي عليهم، وفي الطريق كان ثمة حمار مقطوع الرأس قيل إن قذيفة طائشة لدبابة، أصابته في رقبته وتركته بلا رأس، وكانت فردة حذاء هنا، وكعب حذاء نسائي هناك، وحقيبة جلدية بنية اللون بعض زواياها مهترئة تخلى عنها أصحابها، وعلى حجر صوان أبيض بقعة من الدم اليابس من غير المعروف ممن ومتى نزفت، وكان خوف وقلق، امرأة تسأل عن طفلها ورجل يصرخ على أمه العجوز التي يعيق تثاقلها حركتهم، ورجل يسير بصمت والدموع تنهمر من عينيه مدرارة، كان هناك الكثير الكثير مما يبعث على الشجن، وبين كل هؤلاء جميعا كان هناك رجل يسير قربنا يحمل في يده راديو ترانزستور يعمل بدون انقطاع، وكان مع كل بلاغ ...
انتهيت للتو من مشاهدة فلم الحاسة السادسة للمخرج( نايت شيامالان)، وتذكرت أن في جيبي بطاقة يانصيب اشتريتها منذ يومين، أحلامي بثروة تمنحني بعض الطمأنينة لا تتوقف، توجهت إلى جهاز الكمبيوتر وشغلته، ثم فتحت الإنترنيت عبر مشغّل (أوبرا) الذي استخدمه، ومن بين نوافذه العشر المفتوحة دائما، ضغطت على نافذة موقع اليانصيب الذي أردت من خلاله معرفة نتائج السحب، ولكنني سرعان ما غفلت عن ذلك حين سمعت أحدا ما يهمس في مكان ما قريب مني في الغرفة التي يفترض أنني الوحيد فيها، تلفتت إلى الخلف، فلم أجد أحدا، وتكون لدي انطباع للوهلة الأولى أنني لا زلت تحت تأثير فلم الحاسة السادسة.
يبدأ الفلم باحتفال متواضع يقيمه طبيب الأطفال النفسي مالكوم كراو( بروس ويليس) وزوجته آنا (أوليفيا ويليامز) بمناسبة حصوله على شهادة تقدير من إحدى الجهات الرسمية كطبيب نفسي للأطفال وتقدير لخدماته التي قدمها لمدينة فيلاديلفيا، وعندما يتوجه الاثنان إلى غرفة النوم يكتشفان أن النافذة مكسورة، وسرعان ما يعرفان السبب حين يطل من باب الحمام الملحق بغرفة النوم شاب عار إلا من ثيابه الداخلية، هو فينسنت غري الطفل الذكي الموهوب الذي كان ذات يوم أحد مرضى مالكوم والذي هو الآن مريض نفسي فقط لا غير، وفي حالة من الاضطراب النفسي، يعاتب فينسنت الطبيب مالكوم لأنه تخلى عنه ولم يقف إلى جانبه حين بدأ بمعالجته في وقت من الأوقات، فيتأثر مالكوم ويعده بالمساعدة، ولكن الشاب يستدير إلى الخلف، يخرج مسدسا.....
قبل قليل، في الغابة، التي تصاعد البخار من ترابها الذي تسرب الدفء إليه بعد أن انبثقت شمس الصباح، فشكل مستنقعات من الضباب، كنت أسير فوقها كما لو أنني أسير فوق الغيوم، ما جعلني أتخيل أنني أسير في رقعة من الجنة، ويبدو أن خيالي لم يكن منفصلا عن الواقع كثيرا، حيث أن الجنة على ما يبدو كانت في انتظاري، وربما الجحيم، لا أدري، فقد داهمتني نوبة من الخناق جعلت الأكسجين ينحبس عن عروقي، وهذا أمر اعتدته ولا أخشاه، ما دامت تلك العلبة موجودة في جيبي، استليت العلبة من هناك في حركة شبه آلية، وأخرجت منها مظروفا كانت في داخله آخر حبة من تلك التي أضعها تحت لساني عادة عندما تداهمني النوبة، يجب أن اشتري أكثر من علبة، راودتني هذه الفكرة وأنا افقأ المظروف لأخرج منه الحبة، ولكن الحبة وكأنما ليس بها رغبة أن ينتهي مصيرها تحت لساني قفزت من قبرها في المظروف كالمارد الذي تحرر من مصباح علاء الدين، طارت إلى الأعلى قليلا ثم سقطت على الأرض، بحثت عنها، وسرعان ما وجدتها، وليتني لم أجدها....
نقلا عن جريدة "كومسومولسكايا برافدا" 28 تموز 2011
بدلا من الاحتباس الحراري الموعود، والذي كرست له حملات الدعاية والإعلام كما لم تكرس لسجائر مالبورو وسيارات تويوتا من قبل، ينتظرنا يا سادة عصر جليدي جديد، هذا ما يؤكده العالم الجيولوجي الروسي فلاديمير باليفانوف.
ولأن النخبة العالمية أو ما يسمى بنخبة "الكواليس" ليس لديها أي رغبة بأن تشعر بالجوع أو بالبرد، فإنها تقوم على عينك يا تاجر، بالتحضير لتلك الكارثة البيئية المنتظرة، ويجري ذلك بشكل مقنّع بمنتهى الدقة، وبشكل خفي عن الغالبية العظمى من سكان الأرض الذين يجهلون هذه الحقيقة القادمة، وخفي عن قادة الكثير من الدول، عبر إثارة الجدل بمسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان و..
أجرى علماء أمريكيون منذ وقت قريب، تجارب مثيرة. حيث عرضوا على المتطوعين مؤثرات مرئية تحمل علامات نقدية- أي صوراً للعملات بشكلها الحقيقي، وأخرى مرسومة بمساعدة الكومبيوتر، وتلك التي تصادف في ألعاب الأطفال. فتبين أن ذلك يساعد على تقوية الصحة النفسية. كما اكتشف العلماء، أنه حتى التأمل العفوي في النقود الحقيقية يبعث على الراحة، ويعزز سعي الإنسان نحو الذاتية. ويفترض العلماء أن النظر المنتظم إلى النقود يجعل الشخص أكثر نشاطاً بكثير، ويقوم بعمله على وجه أفضل وبسرعة أكبر.
أي أن منظر النقود بحد ذاته، يؤثر بشدة على الإدراك الباطني، ويبعث في النفس شعوراً يضاهي الإلهام. المثير في الأمر كذلك، أن التأمل لا يتعلق بكمية النقود، أو قيمة الورقة النقدية. لعله لغز من ألغاز الطبيعة!