دعاء على الريق

تأليف: 

دعاء على الريق

ممدوح حمادة

لا أعرف إن كان بإمكاني القول إني مواطن، ولكن حتى العثور على مفردة تلائم وضعي فإنني سأكذب على نفسي وأطلق عليها هذه الصفة.

أنا مواطن عمري خمسين سنة، أعاني من عدة أمراض يكفي واحدا منها لقتل جمل، أدخن واشرب ، قليل النوم وكثير القلق والتوتر، انفعالي إلى ابعد الحدود قلبي يخفق بشدة لمجرد منظر أتخيله، صبور إلى ابعد الحدود صوتي لا يخرج إلا على شكل انفجار حين افقد السيطرة عليه، لا أراعي أي شروط صحية.

باختصار، كان يجب أن أموت منذ زمن بعيد، ولكنني كل صباح على الريق أوجه دعواتي لله أن يمد في عمري يوما إضافيا، لعل أمرا يصدر بتعطيل قانون الطوارئ الذي ولدت وعشت في ظله، فأعرف كيف تكون الحياة بدونه، وأتكلم مثل الأجانب دون أن أخاف، وأقول رأيي بصراحة دون أن أتلفت حولي  أو أخفض أو أحسب حسابا لخلفيات الحضور، وقد أثبتت السماء، والحق يقال، أنها رحيمة وكريمة، فتركتني على قيد الحياة حتى تاريخه دون أن تمسني بسوء.

بالأمس زارني ملاك الموت أثناء نومي وكان يشعر بحرج، لم يقل لي ما يريد، ولكنه طمأنني قائلا أنه يوم القيامة ستبعث الأرواح جميعها من جديد وأن أمرا إلهيا سيصدر حينها بإلغاء قوانين الطوارئ كلها.

فهمت أن السماء فقدت الصبر ولن تستجيب لدعائي هذا الصباح.