فيودور ماخنوف أطول رجل في التاريخ

تأليف: 

بحسب المعطيات المسجلة فإن أطول رجل في التاريخ حتى الآن، هو فيودور ماخنوف الفلاح الروسي من مدينة فيتبسك الواقعة في أراضي الإمبراطورية الروسية ( في بيلاروس حاليا) حيث بلغ طول ذلك الفلاح مترين وخمس وثمانون سم، أي أنه أطول بثلاثة عشر سنتمترا من الأمريكي روبرت بيرشينغ المسجل في موسوعة غينيس كأطول رجل في التاريخ. وقد اخذ قياسات الفلاح البيلاروسي وسجلها في مدوناته عالم الأنتروبولوجيا النمساوي فيليكس لوشان الذي تجمعه صورة مع فيودور ماخنوف.

فيودر ماخنوف مع زوجته على متن السفينة التي اقلته إلى امريكا

ولد ماخنوف في يونيو حزيران عام 1878 في قرية تابعة لمدينة فيتبسك ، وقد كان حجمه كبيرا جدا عند الولادة مما أدى إلى وفاة والدته أثناء وضعها له، ثم رباه كل من جده وجدته، وبدءا من سن الثامنة بدأ فيودور ينمو بسرعة كبيرة  وقد أصبح طوله مترين في سن الثانية عشرة ، وبسبب طوله البالغ فقد كان أترابه يسخرون منه فكان يعاقبهم بنزع قبعاتهم ووضعها على حافة السطح، ولأن طول فيودور ماخنوف لم يتوقف عند المترين فقد وجد أبوه نفسه مضطرا لإعادة بناء المنزل ورفع السقف لكي يتسع لفيودور، عندما بلغ الرابعة عشر انتقل أبوه به إلى مدينة فيتبسك حيث أخذ يعمل في سوق هناك، فلاحظه الألماني بليندر وهو صاحب سيرك يتردد على فيتبسك  ولم يفوت فرصة استغلاله في السيرك، حيث علمه وأخذه للعمل معه، وهناك كان فيودور يستعرض قواه الخارقة أمام الجمهور، حيث كان قادرا على رفع أثقال كبيرة جدا تبعث على الدهشة، وكان يكسر القرميد براحة يده وأفعال قوة مشابهة لذلك.

مع عالم الأنتروبولجيا لوشان

بحث فيودور كثيرا عن فتاة طويلة تناسبه من أجل الزواج ولكن ذلك لم يكن بالأمر السهل، فوجد نفسه مضطرا للزواج من فتاة قصيرة يبلغ طولها 185 سم هي يفروسينيا ليبيديفا المعلمة الريفية.

زوجته

في عام 1905 قام فيودور مع عائلته بجولة حول العالم ولشدة اهتمام الناس فقد دعاه للالتقاء به كل من بابا الفاتيكان الذي أهدى صليبه الذهبي لابنة فيودور، كما استقبله مستشار ألمانيا والرئيس الأمريكي روزفلت.

في لندن

أثناء سفره حاولت عدة جهات عقد اتفاق مع فيودور بأن يسمح باستخدام هيكله العظمي بعد موته للبحث العلمي ، ولكن فيودور رفض إبرام مثل هذا العقد خشية أن تستعجل هذه الجهات موته فتقوم بقتله من أجل الحصول على هيكله العظمي.

أنجب ماخنوف خمسة أبناء وبنات ولكن أحدا منهم لم يتجاوز طوله المترين، وفي عام 1912 وعن عمر يناهز 34 عاما توفي فيودور ماخنوف بسبب التهاب رئوي حاد.

مع زوجته

دفن فيودور في قريته ولكن بسبب الحاجة فقد قامت زوجته  في الثلاثينات من القرن العشرين، ومقابل مبلغ خمسة آلاف روبل ببيع هيكله للعلماء الذين نقلو رفاته، إلى مدينة مينسك حيث تمت دراسته وتم الاحتفاظ به في معهد علمي  من أجل متابعة دراسته ولكن في أثناء الحرب العالمية الثانية  التي دمرت فيها مدينة مينسك عن بكرة أبيها عمليا، كان المعهد الذي تم الاحتفاظ بهيكل ماخنوف فيه، أحد الأبنية التي تعرضت للدمار الشامل، وهكذا ضاع الهيكل العظمي لذلك العملاق.