مقطع من نص الرغبة - مجموعة أصابع النزق

دائماً
قبل الصباح والمساء ..
قبل الحزن بقبلة..
وقبل الكآبة والبحر ..
أمتشق ظلاً يشبهني
وأفتتحُ المراثي والهواء ..
دائماً 
أتسللُ إلى رحمِ التراب
أجمع حطامي مساءً وأنام ..
_ النوم : أنفاق الرغبةِ الخانقة 
أسمع خلالها نبضَ الأرضِ
واتساعَ الهزيمة ..
_ الحلم : صابونة أغسّل وجهي بها
وأرسمُ ملامحَ ابتسامةٍ أتذكرها..
إلا أنني هذا المساء
بي رغبةٌ أن أمطَّ البحرَ من عليائه
أكون البحيراتِ والحدائقَ..
بي رغبةٌ 
أن أضحكَ الفراتَ حتى ينتهي
وأصرخ دجلةَ 
حتى يمتلىء بالغضب..
بي رغبةٌ أن أبصقَ ما ابتلعتُ 
من عناكب 
وما تعلمتُ من قصائد ..
فهذا المساء جميل كراية سمراء
تخبرني الريحُ أنه وجهها 
وتنمُّ ليَ الفراشاتُ 
أنهُ وجهها ..
والمصابيحُ تحدثني..وجهها ..
فكيف بعد هذا اليقين أن اسحق يقيني..
فيقيني زرافةٌ طويلةُ الشموخ
والهزيمةُ أن أكون لا أنا ..
اليقينُ هذا المساء يرتدي شكلي 
أنا المحفّر كالكهوفِ البدائية 
المدجج برماح السفر ..
أبي يتهمني أنني ابنه
وأمي
تتهمني أنني لستُ منها 
حين أغضبها..
أنا الأناني حتى العشق
والعاشقُ حتى الانكسار..
ثاني أخوتي عمراً..
مدلل أمي ..
غرفتي هناك حبلى بكتبٍ 
منفوخةِ الفمِ 
ومجلاتٍ مهلهلة..
غرفتي المزروعة 
بقصاصات قصائدٍ مشوية 
وأشعارٍ لم تنضج أطفالها بعد ..
هناك في غرفتي
وعلى زجاجِ المكتبة الحائرة
علقت خليل حاوي من رأسه
والسياب من أذنيه..
وهناك أيضاً صورة لعمار الأعور 
صورة خاصة لعينه المفجوعة ..
والرغبة ..؟؟؟
الرغبة سفرجلةٌ تلبكُ الفم 
وتقتحمُ حصونَ المصلين..
أجرِ أيتها الرغبةُ
حتى يستسلمَ العشبُ إلى شبابه
وتتحد ذاكرة الماء وجسد التراب..
_ ذاكرة الماء : ضد الجسور المحفورة في عضلات الأرض
وضد الحدود المصنوعة 
من قهر ...