خوف

تأليف: 

يروى ان احد زعماء القبائل العربية ما قبل الاسلام وما قبل الديانات السماوية وغير السماوية اشتهر بغزواته وبطشه بالقبائل الاخرى اشتهر بشجاعته البطولية ويقال انه ما كان يهاب مخلوقا او ظاهرة ما  ولكنه كان يحرص بعد كل غزوة على اعطاء الوقت الكافي لدفن الضحايا ويقال ايضا انه كان يقدم واجب التعازي بالضحايا لاعيان القبائل المهزومة بعد انتهاء المعركة ..

غريب امر ذلك الزعيم فعلى الرغم من بطشه المفرط وسفكه للدماء  بدم بارد واطماعه التوسعية وعشقه للسلطة الا انه كان يسترجع بعد نشوة النصر قليلا من انسانيته  فيعطي فرصة للموتى وهو يدرك ان الاحياء كانوا يستغلون  تلك الفرصة ليتنفسوا الصعداء ويعيدوا ترتيب صفوفهم فذلك الزعيم الاسطورة  كان يقدر عدوه وكان ايضا يرغب بمواجهة عدوه وهو بصورة اسد مفترس وليس بصورة فأر جريح لان نشوة النصر حينها تكون اعظم واكبر وذات دلالة هامة وهذا ما يعتبره  الراوي صفحة ناصعة من صفحات انجازاته العسكرية ...

قد يسأل البعض من هو هذا الزعيم الذي ارعب العالم القديم ويشغل العالم الحديث في البحث بكل الوثائق والمخطوطات القديمة لتكوين فكرة صغيرة عن تلك الظاهرة ، ولكن وبكل صراحة  اخاف ذكر اسمه خوفا من غضبه فيقوم لا سمح الله بغزوة مفاجئة لقبيلتي التي ترتجف خوفا من ذكر اسمه ، فيقضي على من تبقى منها ، نعم انا اخاف والخوف ليس جبنا بل هو حالة انسانية تنتاب الانسان عندما يشتم رائحة الدم ، الخوف باعتقادي هو شعور انساني استمده الانسان من اخيه الحيوان ؟

حالة الخوف هذه ما شعرت بها يوما لانني كنت على قناعة تامة بان الموت هو المصدر الوحيد لاستمرار الحياة ، ولكن في الاونة الاخيرة باتت هذه الحالة ترافقني ليل نهار ، فانا اخاف تناول الطعام خوفا من ازمة معوية ، اخاف الكتابة خوفا من اخطاء املائية 

اخاف النوم خوفا من كوابيس اخلاقية

اخاف النظر خوفا من لوحات دموية

اخاف الحب خوفا من امراة بلطجية

اخاف الجنس خوفا من نزوتي الشرقية

اخاف التفكير خوفا من فيتوات اممية

نعم انا اخاف يا اصدقائي

فاعذروني ... الخوف حالة انسانية.