الكريملين لا يحب الصلعان

تأليف: 

أحد الساخرين الروس رصد مفارقة ظريفة في تعاقب الزعماء على الكريملين، فقد اكتشف أن الصلعان يتناوبون مع ذوي الشعر، فبينما كان القيصر نيكولاي الثاني ذو شعر كان لينين أصلعا،

 

   

 

تلاه ستالين كثيف الشعر وتبعه خروشوف الأصلع

 

    

 

ثم جاء بريجنيف ذو الشعر الكثيف وتبعه أندروبوف الأصلع

 

   

 

أعقبه تشيرنينكو ذو الشعر وتبعه غورباتشوف الأصلع

 

   

 

الذي جاء بعده يلتسين المشعر وتلاه بوتين الأصلع الذي جاء بعده مديفيدف المشعر، الذي سيأتي بعده بوتين الأصلع مرة أخرى،

 

           

 

 وهذا الكلام أصبح عمره مئة عام تقريبا، أي أنه يمكن اعتباره قاعدة، ولذلك فقد قمنا بالتعمق بتحليل هذه الظاهرة التي اكتشفها الساخر الروسي، وقد توصلنا إلى النتائج التالية:

 

1-      الصلعان دعاة تغيير : فقد قام لينين بقيادة ثورة غيرت وجه المجتمع وحتى العالم، أما خروشوف فقد نسف كل المفاهيم القديمة في الحزب الشيوعي وبالتالي في الحركة الشيوعية العالمية، وجاء أندروبوف لينسف مرحلة الركود، ثم جاء غرباتشوف لينسف الاتحاد السوفييتي بأكمله بعد سياسة البيريسترويكا والغلاسنوست التي اتبعها، ثم جاء بوتين لكي يوقف عملية التدهور والفساد والجريمة المنظمة، أما ذوي الشعر فقد وصلوا إلى السلطة دائما بفضل من سبقهم من الصلعان، وتابعوا خطاهم وبسبب الاستقرار أو الركود تفشت في عهد كل منهم ظواهر سلبية، ففي عهد ستالين المشعر تفشت ظاهرة عبادة الفرد، وفي عهد بريجنيف المشعر تفشت ظاهرة الركود، وفي عهدة تشيرنينكو عاد السوفييت إلى حضن بريجنيف، أما في عهد يلتسين فلم يبق ظاهرة سلبية لم تتفش.

 

 

2-      الصلعان خرجوا جميعا بانقلاب أو مؤامرة: فلينين لم يتمكن من البقاء في الكريملين بسبب مرضه الذي ربما كان سببه التسمم، وخروشوف خرج بمؤامرة، وأندروبوف ربما تعرض للاغتيال أو التسمم، وغورباتشوف تم طرده من الكرملين.

 

 

3-      أسماء الصلعان كلها تنتهي بـ (وف) فلينين هو أوليانوف، بعده خروشوف، بعده أندروبوف ، بعده غرباتشوف، بينما ذوي الشعر يميلون نحو أصول غير روسية ولو بأسمائهم،  فستالين له كنية جورجية "جوغاشفيلي" ، وبعده  بريجنيف بالياء والفاء،  وبعده تشيرنينكو وهي كنية أوكرانية،  ثم يلتسين بالياء والنون.

 

4-      معظم ذوي الشعر مقارنة مع الصلعان حكموا طويلا فستالين بقي أكثر من ثلاثين عاما وقبله نيكولاي بقي 23 عاما أيضا،  وبريجنيف بقي ما يقارب العشرين عاما  ويلتسين ثمان سنوات، علما أن ذوي الشعر الذين لم يبقوا طويلا في الكريملين جاءوا إليه في آخر حياتهم ولو كانوا شبابا لربما عمروا هناك أكثر (تشيرنينكو) ، بينما الصلعان لم يعمروا في الكريملين.

 

 

هذا الكلام بطبيعة الحال لا يمنع من حدوث استثناءات، فإن كانت القاعدة الأولى (الصلعان دعاة تغيير) تنطبق على الجميع‘ فإن القاعدة الثانية لا تنطبق على الكل فهناك من بين ذوي الشعر من خر ج بانقلاب ألا وهو القيصر نيقولاي الثاني، وإذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة المرحلة فيمكننا عدم اعتباره استثناء أما القاعدة الثالثة فيخرقها بوتين الذي ينتهي اسم كنيته بنون ويبدو أنه سيخرق القاعدة الرابعة أيضا عبر لعبة القفز على الكراسي، حيث اخترع سياسة جديدة لم يسبقه إليها أحد وهي التنقل بين منصبي الرئيس ورئيس الوزراء وهكذا تمكن من الاحتيال على القاعدة الثانية والرابعة في حكم الكرملين. ولكن السحر في الكثير من الأحيان ينقلب على الساحر فهذه الخديعة التي يمارسها مع التاريخ ربما تؤدي إلى حدوث انقلاب ضده فتجعله يندرج تحت القاعدة الثانية ويخرج بانقلاب.

 

من نافل القول أن بوتين لن يعود مرة أخرى إلى الرئاسة، فاللعبة انتهت، الزمن على الأقل لن يسمح بها، فالعمر يمضي، ولذلك على روسيا البحث بين ذوي الشعر عمن هو الأكفأ للرئاسة القادمة، أما الصلعان فيمكنهم عدم ترشيح أنفسهم، وعلى الحزب الشيوعي الروسي إذا أراد أن يقدم مرشحا ألا يختار زوغانوف، لأن الرئاسة القادمة ليست من نصيب الصلعان.

 

 

       

 

زوغانوف رئيس الحزب الشيوعي ليس له حظ في الجولة القادمة حتى لو لبس الطاقية، ولكن ربما تساعده صلعته في الانتخابات الحالية ضد بوتين.

 

   

 

لوجكوف لا يقرأ التاريخ رشح نفسه في الوقت الذي لم يكن فيه دور الصلعان في الكرملين فهزم شر هزيمة اما جيرنوفسي فربما يحالفه الحظ في الانتخابات القادمة بعد بوتين.