أكتشف فريق من جامعة ليستير البريطانية في أثناء دراسته لصور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية، آثار حضارة مندثرة في الصحراء الأفريقية.

مكان الاكتشاف المدهش هو أقصى جنوب ليبيا وهي منطقة،  مناخيا، من أقسى مناطق الصحراء. وجد الباحثون في الصور، دلائل جديدة تشير إلى وجود أكثر من مائة مزرعة وقرية محصنة بالاضافة إلى عدة مدن يعود تاريخها إلى العام الأول ولغاية العام الخمسمائة قبل الميلاد.  بُنيت هذه المدن المفقودة، على الأغلب، من قبل الغارامانت(إيغرمان) وهم شعب حضارة قديمة كانت أكثر تطورا وتقدما مما كان يعتقد سابقا، وهذا ما أكدته المصادر التاريخية.

الـ"غارامانت" هم أجداد الطوارق والبربر المعاصرين الذين يعيشون في شمال أفريقيا. أسسوا، في الفترة ما بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن الخامس بعد الميلاد، دولة تنافس المستعمرات اليونانية الواقعة على شاطئ المتوسط"شمال-جنوب ليبيا الحالية.

عثرت بعثة علماء الآثار من ليستير قبل بضعة أشهر على آثار جدران مبنية من طوب الطين يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار. عدا عن ذلك، عُثر على بقايا بيوت ومدافن وآبار وأقنية ري متطورة. سيتمكن العلماء الآن، بفضل صور الأقمار، تحديد الوزن الفعلي للحضارة المفقودة. هذا الاكتشاف سيُبدل جذريا التصورات السابقة عن حضارة الغارامانت التي أُعتبرت حضارة همجية!. وتبين أيضا بأنه كان للغارامانت أبجدية خاصة بهم وبنوا قرى ومدن محصنة جيدا وكان لهم تجارة مزدهرة في شمال أفريقيا.

توقفت، مع الأسف أعمال التنقيب الجيولوجية  التي موّلها الأتحاد الأوروبي بسبب الأحداث في ليبيا، لكن العلماء يأملون في أن دراساتهم ستتواصل من جديد فور أستقرار الأوضاع في تلك المنطقة.