زيزون وزيزونة

تأليف: 

خلال شهر رمضان 2009 بث برنامج لرسوم متحركة ثلاثية الأبعاد ضمن برنامج مسابقات، بطلاه رجل اسمه زيزون وامرأة اسمها زيزونة، وفي الفقرة التي شاهدتها من هذا البرنامج ، يعود زيزون من العمل فتستقبله زيزونة بنعومة ولطافة المرأة الشامية وصوتها الحنون ، ولكن زيزون الذي فقد السيطرة على أعصابه لأنه صائم يعاملها بجفاصة البعير ويفتعل معها المشاكل، فتارة يسألها عن البيجاما ومرة عن جهاز التحكم وأخرى عن موعد الإفطار وإلى ما هنالك، ثم يتبين لنا أنه يفعل ذلك من باب الاستفزاز المقصود، بحثا عن طريقة تجعله ينسى جوعه حتى يحين موعد الإفطار، وفي نهاية المطاف تتضايق زيزونة من هذه المعاملة السيئة وتتساءل بحيرة :" يا إلهي.. ماذا أفعل؟"

وهنا تبدأ المسابقة حيث يقترح البرنامج على المشاهدين ثلاث إجابات ينصحون زيزونة بواحدة منها هي:

أولا- هل تتحمل زيزونة مزاجية زيزون الصائم؟

ثانيا- هل ترد عليه وتدخل معه في شجار عائلي؟

ثالثا- هل تتركه وتغادر إلى بيت أهلها؟

وعلى المشاهد الكريم أن يختار من بين هذه الإجابات الثلاث إجابة صحيحة، وهذا يعني أن الإجابة (الصحيحة) تكمن بين هذه الإجابات الثلاث.

 الحبكة الدرامية للفقرة لم تعلمنا إن كانت زيزونة صائمة مثل زوجها، وإذا كانت صائمة -ويفترض أنها كذلك- فمن غير المعروف لماذا هذا البعير زيزون معصب وهي لا، خاصة وأنها طوال النهار تحضر الطعام وبالتالي فإن المشهيات وعناصر الإغواء التي تسبب تعكير مزاج الصائم لديها أكثر بكثير من عناصر الإغواء لدى زيزون الذي يجلس في مكتبه بين الأوراق التي لا تصدر رائحة مثيرة للشهية.

أما الأمر الأهم فهو أن البرنامج لم يضع الجواب الصحيح بين الإجابات التي اقترحها على المشاهد وهو أن يكون هذا البغل زيزون (بني آدم).

دمشق (2009)