ابتسامتان ضائعتان أو (فلاح كان فايت بيغني)

تأليف: 

بينما كنت أحث الخطى  داخل المجمع التجاري لكي اصل قبل فوات الأوان إلى القسم الذي فيه تنزيلات على عدد من البضائع، واجد ما يلائمني صادفت جميلة ابتسمت لي، فرددت الابتسامة باتسامة مقتضبة وتابعت طريقي، حيث أن التنزيلات كانت أهم ما يدور في رأسي، اشتريت ثلاث كلاسين صوف للشتاء، وهو آخر ما تبقى من البضائع في ذلك الركن، وعدت أحث الخطى لكي احظى بمكان متقدم في الطابور الذي يصطف أمام صندوق المحاسبة، وكانت تقف في نفس المكان، ورايت هذه المرة ابتسامتها من بعيد، ابتسامة لم تنقطع منذ ان وقعت عينها علي, رددت الابتسامة وعندما وصلت اليها لم أتردد في رفع قبعتي تحية لها، وبعد ان دفعت الحساب ووضعت الكلاسين في حقيبتي وكأنما افقت من نومي، انتبهت لابتسامة تلك الجميلة، وشعرت بمدى الصدمة، هرولت مسرعا باتجاه المكان الذي كانت فيه في المرتين فلم اجدها، أخذت اتنقل في الممرات  بين رفوف البضائع بحثا عنها فلم اعثر لها على اثر، وقفت امام المدخل لعلها تخرج فأعثر عليها، ولكن الوقت مر ولم يبقى في المجمع أحد تقريبا، وهي لم تخرج.

تبا للتزيلات، تبا للكلاسين الصوفية، وتبا للطابور الذي عند صندوق المحاسبة، وأولا وقبل كل شيء تبا لي، لأنني المذنب الوحيد فيما حصل.

عدت إلى البيت فلم اجد افضل من أغنية شريفة فاضل التي أكلت نفس الكم الذي اكلته في أغنيتها (فلاح كان فايت بيغني)، حيث فقدت فلاحا أعجبها وبقيت العمر كله تبحث عنه.