مزحة بستة ملايين دولار

بعد أن ربح في مباراة كرة قدم الشاطئ، قال الإطفائي " تين بيرس" الذي ينتمي للفصيلة الخامسة في قسم الإطفاء في لوس أنجلوس، قال "انا كلب كبير" وهي عبارة يستخدمها البعض للتباهي ويقصدون منها "أنا بطل كبير"، فقام زملاؤه من باب المزاح بوضع طعام للكلاب في طبق المعكرونة المقدم له، مستغلين وجه الشبه في عبارة التباهي بين "البطل" و"الكلب" من الناحية اللغوية، خالطين المعنى المباشر بالمعنى غير المباشر للكلمة، أما البطل فقد أكل ما يقارب ثلاثة معالق قبل أن يشعر بأن شيئا ما غير طبيعي في طعامه، وعندها انفجر زملاؤه بالضحك وأخبروه بمزحتهم، فما كان منه إلا أن نهض وخرج غاضبا وصفق خلفه الباب بعنف، وكان يمكن أن تنتهي الدعابة هنا، ولكن الاطفائي "تين بيرس" قرر التوجه إلى المحكمة ورفع دعوى ضد زملائه متهما إياهم بممارسة التمييز العنصري ضده بوضعهم طعام الكلاب له في الطبق لأنه اسود البشرة، وبعد أن قامت المحكمة بالبت في القضية ربح الإطفائي الأسود الدعوى وحكمت له المحكمة بتعويض مادي عن الإساءة التي تعرض لها بقيمة 2.7 مليون دولار، قامت إدارة الإطفاء في لوس انجلوس بدفعها له صاغرة.

وللانتقام من الإطفائيين الذين قاموا بهذه الدعابة مع "تين بيرس" قامت إدارة الإطفاء بتغريم كل منهم بمبلغ 10000 دولار أمريكي، فما كان من هؤلاء إلا أن تقدموا بدعوى على إدارة الاطفاء متهمين الادارة بممارسة التمييز العنصري ضدهم كأشخاض بيض البشرة، ونظرت المحكمة في شكواهم وحكمت لصالحهم بتعويض مادي عما لحق بهم من إساءة، وهكذا فقد كلفت هذه الدعابة الصبيانة  خزينة مدينة لوس أنجلوس أكثر من ستة ملايين دولار.

وهذه الصورة من المؤتمر الصحفي الذي عقده "تين بيرس" حول الدعوة التي قدمها، وقد جرت وقائع هذه الحادثة في شهر تشرين الأول عام 2004.