هكـــــــذا هـــي..

تأليف: 

(نص مكتوب منتصف السبعينيات، يُعاد نشره دون تعديل، باستثناء الأسماء التي أُغفلت منعا للتشابه مع شخصيات حقيقية)

هكذا الحرب 00 قالتها أم (فلان) وهي تشنق دمعة في حلقها الجاف وتراقب من نافذة شاخت شناشيلها رجال (الجماعة) الأخرى، يحرقون البيوت في غيبة رجالها "بالأمس القريب كانوا اخواناً" همست وهي تستعرض صور جيران رحلوا حين أتت الحرب تجرجر ويلاتها وصارت «الهوية» سببا للذبح0

هكذا الحرب، همست ثانية حين تحطم باب منزلها المتداعي واقتحم سكون الغرفة محارب في سن المراهقة يرتدي سروال «جينز» وسترة عسكرية شتوية.. هتفت: ماذا تريد مني..؟

وفحّ في وجهها: سأغتصبك أيها الشمطاء وأردف ضاحكا بوحشية: سأعيد إليك شبابك ثم أمزقك كما فعلتم بعمي (فلان)..

هكذا الحرب تمتمت، ثم همست برجاء: اقتلني كما تريد لكن إياك أن تقرب جسدي من أجلك أنت..

- بل سأفعل.. صرخ وهو يسحب ســحاب الســروال..

فتضرعت إليه - بحق الآلهة لا تفعل.. من أجلك أنت يا (علان).. وأذهلته المفاجأة، سأل وكفه تعتصر قبضة بلطته الملطخة بالدم: أوتعرفينني..؟

- ألا تذكر أيها المحارب الشجاع.. ألا تذكر..؟

نهضت، وبكل حزنها شقت قميصها كاشفة عن نهدين ضامرين

- ألا تذكر هذا الصدر الذي أرضعك 00 أنســيت مرضعتك أم (فلان)..؟ أمــك يا (علان)!!

وتذكــر، عادت إليه الصور واضحة طازجة.. فما اغتصبها.. فقط قتلها ومضى..