صاحبة الرقبة الأطول هي الأجمل

تأليف: 

في بعض القبائل البدائية الأفريقية وعلى الأخص قبيلة أما نديبيلا الحنوب افريقية ، وفي جنوب شرق أسيا، تعتبر الرقبة الطويلة من عناصر الجمال لدى المرأة، حيث يقوم أهل الفتاة بوضع حلقات تملأ المسافة بين الكتفين وأسفل الراس، ومعنمو جسد الطفلة يتم إضافة هذه الحلقات كل فترة مما يساعد في تطويل الرقبة حتى تصل في بعض الأحيان إلى 50 سنتمتر،

ولكن الرقبة التي تتباهى بطولها الفتاة تصبح سببا في موتها إذا ما تجرأت ومارست الحب الحرام سواء بالخيانة الزوجية أو غير ذلك مما هو غير مشروع من أنواع الحب، حيث  يحكم على الفتاة بنزع الحلقات التي تحمل راسها فلا تتمكن رقبتها من حمل الراس بسبب ضعف عضلات الرقبة مما يؤدي إلى (قرف رقبتها) وبالتالي موتها، هذا ما يقوله البعض حول تاثير الحلقات على قدرات العنق العضلية، أما البعض الآخر فيقول كلاما مغايرا نتعرف إليه في الأسطر اللاحقة.

ولعل قبائل الباداونغ التي تعيش في بورما  و تايلاند هي أشهر القبائل التي تلجأ إلى هذا التقليد، حيث يبدأ وضع الحلقات في عنق الفتاة من سن الطفولة لكي ترافقها إلى الممات، حيث لا يمكن خلع هذه الحلقات بعد ان طال العنق لدرجة اصبح فيها عاجزا عن حمل الراس دون مساعدة خارجية.

 

     

    

وتبدأ عملية وضع الأطواق حول عنق الفتاة في سن الخامسة تقريبا، ويقوم بوضع هذه الأطواق نسوة يعتبرن خبيرات في هذا الموضوع، وتأخذ الأطواق شكل النابض الذي يرفع الراس بشكل دائم وهذا ما يفسر ربما الضعف الذي يصيب عضلات الرقبة التي تصاب بالعجز مع مرور الزمن بسبب قلة التمرن، (إذا صحت فرضية تأثر العنق بالحلقات التي تحدثنا عنها أعلاه).

 

                                  

 

                

وقد يصل عدد الأطواق في عنق المرأة البالغة ما يقارب العشرين طوقا، ويبلغ وزنها  بين اربعة إلى خمسة كيلوغرامات.

    

وهناك من يقول بأن المرأة لا تتأثر في حال خلعت هذه الأطواق، وأن رقبتها ستعود إلى شكلها الطبيعي في غضون ثلاث سنوات، وذلك ردا على القول بأن المرأة تموت في حال خلعت الأطواق.

وتتوقف المرأة عن إضافة الأطواق عندما تتزوج، وهذا يحدث ايضا بسبب التحول الفيزيولجي الذي يتعرض له الجسم في هذه السن، حيث يتوقف الهيكل العظمي عن النمو، ويمكن للفتاة في حال شعرت بأن ذلك اخذ يضايقها أن تطلب عدم إضافة الأطواق، حتى قبل أن تصل إلى سن الزواج، وأحيانا يتم تبديل هذه الأطواق بناء على رغبة الفتاة.

   

وقد اثبتت الدراسات التي اعتمدت على صور الأشعة، ان عملية ازدياد طول عنق الفتاة يحدث ليس بسبب نمو العنق، وإنما بسبب حدوث تشوهات في منطقة الكتف، حيث ينخفض الحزام الكتفي بسبب ثقل الأطواق الدائم عليه، ذلك ان الحزام الكتفي يرتبط بالظهر بواسطة مفصل واحد فقط، وبالنتيجة يتهيأ للعين أن الرقبة طويلة، ولكن الحقيقة هي أن الرقبة لا يتغير فيها شيء.

 

في بعض الأحيان يجعلون الطوق النابض كبيرا لدرجة أنه يضغط على الكتف في الأسفل وعلى اسفل الذقن في الأعلى، مما يفقد المرأة قدرتها على احناء رأسها أو حتى تحريكه، ولكنهم نادرا ما يفعلون ذلك، حيث يترك للمرأة في غالب الأحيان مسافة تسمح لها بتحريك الراس.

 

    

وتلبس النساء هذه الأطواق على ايديهن وأرجلهن كذلك، ولا يعرف سبب انتشار هذه العادة ، ولكن البعض يقول ان هذه الأطواق في البداية كانت تلبس من أجل الحماية من انياب النمور، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه العادة موجودة في القبائل الأفريقية البدائية، التي ليس لها أي اتصال مع القبائل التايلاندية، فإنه يمكن لنا أن نصدق هذه الفرضية أو نعتبرها قريبة من الواقع، أي أن لهذه الأطواق مهمة دفاعية، تحمي من أنياب الوحوش التي يعيش بينها أفراد هذه القبائل سواء في تايلاند او في افريقيا.

وهناك فرضيات أخرى تقول أن المرأة بهذه الأطواق تصبح عاجزة عن الركض والهرب إلى القرى المجاورة، وفرضية تقول أن الأسر بهذا الشكل كانت تحافظ على ثرواتها على شكل معادن ثمينة، إضافة على فرضية العنق الجميل تبعا لطوله، عدا عن ذلك فهناك فرضية تعتمد على اسطورة تقول بأن شعب الباداونغ ولد من تزاوج الريح مع أنثى التنين، حيث حملت التنينة من الريح التي فرحت لخبر حبلها فأخذ تدور حولها، ونساء الباداونغ يلبسن هذه الأطواق كذكرى لدوران الرياح حول التنين.

  

       

ورغم وجود بعض الحركات التي تنظم حملات ضد هذه العادة التي تعتبرها مؤذية للمرأة، إلا أن هذه الاحتجاجات لم تؤد إلى اية نتيجة، حيث يستمر أبناء هذا الشعب بلبس هذه الأطواق كما كانوا  يفعلون دائما، خاصة وأن هذا الأمر أصبح مصدرا للدخل بفضل ازدياد عدد السائحين الذين يقصدون تايلند من أجل مشاهدة هذه الأعناق، وبالتالي فإن العنق هناك تجارة رابحة، ليست المرأة على استعداد للتضحية بها.