الصورة التي قتلت صاحبها

حصل كيفن كارتر على جائزة  التصوير "بوليتزر" القيمة، لقاء صورته هذه التي أطلق عليها اسم " الجوع في السودان"

التقط كارتر هذه الصورة في بداية ربيع 1994، حيث سافر خصيصا إلى السودان لكي يلتقط صورا عن الجوع في قرية صغيرة. وبعد أن التقط صورا لأشخاص ماتوا جوعا في القرية، غادر القرية، وفجأة سمع نحيبا خافتا لفتاة فالتفت باتجاه الصوت وشاهد فتاة صغيرة مطروحة على الأرض وقد أنهكها الجوع لدرجة جعلها عاجزة عن الحركة، وفجأة وعلى بعد خطوات من الفتاة حط طائر"نسر الجيف" .

بحذر شديد، لكي لا يخيف الطائر، قام كيفن بالبحث عن الزاوية المناسبة لالتقاط الصورة، ثم انتظر للحظات بعد ذلك على أمل أن يلتقط صورة أكثر تعبيرا عندما يقوم "نسر الجيف " بفرد جناحيه، ولكن، بعد انتظار قارب النصف ساعة، مل من الانتظار فقام بطرد "نسر الجيف " ذلك، أما الطفلة فتابعت الزحف بعد أن استجمعت قواها على ما يبدو.

 

صحيفة "نيويورك تايمز" اشترت الصورة فورا، ونشرتها في 26 آذار/مارس 1994، ومنذ ذلك اليوم أصبحت الصورة من اشهر الصور في العالم، وأصبح كارتر أيضا من اشهر المصورين في العالم.

غير أن الانتقادات بدأت توجه إلى كيفن كارتر لأنه لم يساعد الطفلة، في البداية على شكل عتب خجول ثم ما لبثت إلى أن تحولت إلى ما يشبه الاتهام، الصحف لم تعد تسميه "المصور الأول".  وقد علقت مجلة التايم الصادرة في فلوريدا قائلة: " إنه الشخص الذي يقوم بكل هدوء بالبحث عن الزاوية المناسبة لالتقاط صورة لعذاب طفلة صغيرة، إنه لا يختلف كثيرا عن الوحوش، إنه "نسر جيف آخر")

 

 وبعد فترة اعترف كارتر نفسه لأصدقائه بأنه نادم لأنه لم يساعد الطفلة، خاصة وان معسكرا أقامته الأمم المتحدة لمساعدة ضحايا المجاعة كان يقع على مقربة من المكان.

ولكن كما يقال فقد ندم كيفن كارتر ساعة لا ينفع الندم، حيث لم يعد بإمكانه فعل شيء لتلافي الخطأ، وبسبب هذا فقد دخل كيفن كارتر في حالة اكتئاب عميقة، مما اثر على عمله، فبدأ يتأخر عن مواعيده ويفقد الصور التي التقطها وغير ذلك...

وفي صباح 27 يوليو – الصباح الأخير في حياة كيفن كارتر- كان كارتر بمزاج رائع وبقي مستلقيا في الفراش حتى الظهيرة، ثم ذهب إلى مقر جريدة محلية، وجلس مع زملائه السابقين، وبعد ذهب بزيارة أرملة احد أصدقائه المقربين الذي قتل قبل عدة أشهر مضت. وفي المساء انتحر كيفن، بعد ثلاثة اشهر من التقاطه لتلك الصورة.