النازية الأوروبية؟

ترجمة: 

مس التطرف الإسلامي الغرب أيضاً، لذا أخذت النازية (القومية)  فيه تدريجياً تنقلب إلى سياسة حكومية. ففي فرنسا أثارت حزمة من المحظورات على المسلمين عاصفة من الاحتجاجات. لكنها لم تغير شيئاً. كما أطلقت فرنسا كذلك حملة اصطياد حقيقة على الغجر.  يفككون أمكنة تواجدهم، ويرحلون الموجودين داخل البلاد بطرق لاشرعية، إلى بلدانهم. لقد أعلن ساركوزي رسمياً انهيار سياسة التعددية الثقافية:"لاجدال في أنه يجب علينا احترام التمايز، لكننا لانرغب بمجتمع، تعيش فيه مجموعات منعزلة بعضها عن بعض. إذا أردتم المجيء إلى فرنسا، فعليكم أن تقبلوا بالمجتمع القومي، وإلا فغير مرحب بكم فيها. إن المجتمع الفرنسي لايتخلى عن المساواة بين الرجل والمرأة، وعن حق الفتيات الصغار في ريادة المدارس. أقلقنا جداً أمر إثبات هوية الوافدين، وقلقنا كان بقدر أقل بكثير على إثبات هوية السكان الأصليين".

وقبل ساركوزي، سارعت مركيل معربة :"على من يريد أن يصبح جزءاً من مجتمعنا، ليس فقط  الالتزام بقوانينا، ولكن أيضاً عليهم أن يتحدثوا بالألمانية".

اللباس الإسلامي محظور في العديد من الدول الأوروبية. نادت بذلك أصوات في كل من: بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا. وأن يصدر قانون بهذا الشأن في الأخيرة أمر له دلالاته. فالألمان لم يتمكنوا لزمن طويل من التخلص من عقدة الهتلرية. حيث تسري فيها حتى اللحظة عقوبات صارمة على استخدام الرموز النازية. لكن على ما يبدو، أنه حتى فيها لن يتسنى كبح نمو براعم النازية. صدر في العام الفائت كتاب تحت عنوان: "ألمانيا تغير نفسها" يزعم مؤلفه أن سيل المهاجرين من تركيا وغيرها من الدول الإسلامية، يخفض مستوى الذكاء لدى سكان البلاد.مجموعة من الدول منعت بناء المساجد في الآونة الأخيرة. وتم في إسبانيا وبريطانيا وفرنسا تأجيل عدة مشاريع لها. في سويسرا لايمانعون بناء المساجد، لكنهم يمنعون بناء المآذن، التي ينادى منها للصلاة. لقد تخندق النازيون  وتحصنوا في إيطاليا والنمسا والدانمارك وهولندا. فهم فيها إما داخل الحكومات، وإما لهم نشاط حثيث يؤثرون به على سياسة البلاد. وفي إيطاليا أيضاً بدأت عملية منع بناء المساجد. وإذا تم اعتماد هذا القانون، فعلى المسلمون من أجل بناء المسجد، القيام باستفتاء في كل مرة.

غير أن المسلمين، ليسوا العقبة الوحيدة أمام النازية الأوروبية. فبعضهم لا يروق لهم جيرانهم من الأوروبيين.

زعيم النازيين الفلاماند- بارت دي فيفر- يقترح إبادة بلجيكا، معتبراً إياها "بلداً غير عامل وغير موفق". بالمناسبة، إن حزب هذا الأخير "تجمع فلاماند الجديد" يحظى بأوسع دعم في فنلندا.

يعد بعضهم أن النازية ستهلك الاتحاد الأوروبي. فقد برز مصطلح "الاقتصاد النازي" الذي ُتتهم به حكومات تلك الدول، التي تفضل مصالح دولها على المصلحة الأوروبية العامة، واضعين  بذلك وجود الاتحاد الأوروبي في خانة التهديدات.

بيد أن أوروبا، ماتزال تكافح المهاجرين، الوافدين بصورة رئيسة من الدول الإسلامية. أثناء المؤتمر الذي التأم في ميونخ منذ فترة، أعلن الوزير الأول البريطاني- ديفيد كاميرون- أن سياسة التعددية الثقافية تفتت بريطانيا. وقد ينتج عن ذلك، ليس فقط فقداناً للهوية القومية. فغياب التوحد  سيدفع، حسب قوله، الشباب المسلمين للانصهار بالتيارات المتطرفة. واقترح بعض الأساليب لمكافحة ذلك.

 

مجلة "بلانيتا" البيلاروسية

العدد2- العام  2011