صحافة تسطيح العقول

تأليف: 

العنوان في المقال الصحفي او العمل الادبي فن يجب على الكاتب ان يتقنه من اجل ان يصل الى القراء، وله وظائف اهمها من وجهة نظري لفت انتباه القارئ وشده لقراءة المتن، وكذلك تقديم فكرة عن مضمون المادة المقدمة، وبعض منظري الصحافة يعتبر العنوان ملخصا للمادة المطروحة، كان ذلك يوم كانت الصحافة منبرا حقيقيا و ساحة فكرية الى درجة كبيرة، اما الان بعدما اصبحت الصحافة حمارا اجربا يمتطيه كل من عن على باله ذلك فقد تحول العنوان الى تحريض للغريزة يدفع القارئ بما يشبه العنوة لقراءة المادة واكثر ما يشبه الخديعة، حيث عادة ما يكون المتن بعيدا عن الاثارة التي يحويها العنوان مثل (القذافي حي يرزق ويعيش في دولة افريقية) وتؤكد المادة الصحفية الخبر نقلا عن مقال نشره وزير خارجية افريقي سابق وانت كقارئ ليس لديك خيار سوى تصديق الخبر فهو من مصدر موثوق، ولكن حين تراجع المادة الاصلية ان تسنى لك ذلك، ستكتشف ان الوزير المذكور قال ( لو قبل القذافي بشروط الغرب  لكان الان حيا يرزق ويعيش في احدى الدول الافريقية) لقد قامت الصحيفة امعانا في خديعة القارئ بتزوير الخبر، ليس لأي غايات ايديولوجية او تمرير موضوع ما ، وانما فقط من اجل فتح الملف وتسجيل قراءة جديدة في عدادات الانترنت، ومع الزمن تمكنت هذه الصحافة المنحطة من خلق جمهور غير قادر على القراءة عندما يتجاوز السطر الخامس يبدأ في التنفيخ، جمهور باحث عن الاثارة فقط في المادة الصحفية، جمهور مع الاسف على شاكلتها، ولذلك فاذا كان الانسان حريصا على نفسه وعلى من يحب، ان يقوم كخطوة اولى بعدم فتح هذه الملفات وكخطوة ثانية بالتبليغ عنها وقبل كل شيء الا يشارك بها وينشر موادها، اما اذا صادفت رئيس التحرير ومع انه يستحق فاياك ان تبصق في وجهه لان ذلك سيكون بدون جدوى ففي غضون دقائق سيكون قد كتب خبرا في صحيفته وارسله عبر الهاتف بعنوان (السماء تمطر في عز الصيف فما السبب؟ )