القميص الأحمر

تأليف: 

حصل أبو عماد رئيس مهجعنا في السجن على قميص احمر، لا ادري هل قدمه له أحدهم أم جلبه له اهله، وكان ينفذ حكما بالمؤبد، ولأن المهجع خال من المرايا، اخذ ابو عماد يسأل باقي المساجين عن رايهم بالقميص الأحمر، وهل هو ملائم أم لا،  وكان يحصل على اجابات اتسمت بمعظمها بالمجاملة،  وعندما سألني عن رايي  بالقميص اجبته بصراحة لا ادري ما الذي دفعني اليها:

-        وما الفرق إن كان ملائما أم لم يكن ملائما.. أنت بكافة الأحوال لن تخرج من هنا مرتديا اياه، وهنا لا قيمة لأي شيء. 

صمت أبو عماد وانصرف دون أن يعقب.. ولكنه في الطريق إلى فراشه كان يخلع القميص الأحمر.

وفي المساء شاهدته يقايض القميص الأحمر بعلبة سكائر ( حمرا طويلة) سحب منها سيجارة  اشعلها واخذ ينفذ دخانها الأبيض  في فضاء المهجع الحجري.