الخطيئة الأخيرة

تأليف: 

قدحت عينا الشيخ سمعان وهو يستمع لصوت من داخله مقتنعا" بضرورة الاستجابة لهذه الدعوة...

والشيخ سمعان رجل أربعيني مهيب احترف الدين عندما لم ينفع في حرفة أخرى.. وكان رغم التزامه بالصلوات الخمسة في جامع القرية منذ عقدين..مازال يعتبر أن هنالك وقتا" للرب ووقتا" لعبده سمعان يقضيه في ملذته الوحيدة "النساء"..

خلال عشرين عاما" أصبحت سيرة هذا "الشيخ" على كل لسان

فهو موجود في كل مكان يوجد فيه أثر لجنس حواء . في خيام الغجر .. في المواخير القليلة المنتشرة هنا و هناك ... وحتى أن الشائعات بدأت تنتشر كالأساطير أن عيونه تجاوزت الجدران و شاركت النساء الاستحمام في حمام القرية..

لفترة طويلة لم يكن لهذه الأقاويل أهمية في نظر الشيخ .. فكأنما تحيط به وتحميه حصانة من نوع ما ..ولكن مؤخرا" كاد يتسبب لنفسه بفضيحة كانت أراقت دمه لولا حلم الله ..

أزال ذكرى تلك الليلة التي أثقلت كاهله و دفعته بقوة للتوبة..''سأتوب توبة نصوحا". سأذهب حاجا" بيت الله الحرام و أعود بريئا" كالطفل ... ما من امرأة ستلوث سيرتي .. و سأكتفي بزوجاتي الأربعة '' قال لنفسه حازما"..

كان يسير في الرواق المظلم متجها" إلى منزله بطرف القرية ..عندما سمعه!! نعم إنه صوتها .. ياسمين .. وهل يمكن له أن ينسى هذا الصوت .. بأعلى طبقاته ليس إلا همسات رقيقة .. نجوى ساحرة ..

"يا شيخ سمعان .. أحتاجك في أمر ضروري .. " قالت له ..

حبيبته الأولى التي رافقت يفاعه .. لم يجرؤ وقتها على مجرد محادثتها بشعوره .. حتى تسربت كالزئبق من يديه إلى زوج لم يلبث أن قضى بمرض عضال تاركا" أرملة و طفلين ..

"سامحني يا ربي .... ستكون هذه خطيئتي الأخيرة! !" دمدم لنفسه

'' أمر يا أم جميل '' قال لها بنظرة دنيئة..