الفنان التشكيلي الألماني أدولف هتلر

تأليف: 

هل كانت نظرية تولستوي "الجمال ينقذ العالم" ستنجح لو أن مصير أدولف هتلر كان غير الذي كان عليه؟  خاصة إذا عرفنا أن طموحات هتلر كانت طموحات جمالية، فالهدف الذي كان هتلر يريد تحقيقه في الحياة هو أن يرتقي سلم المجد عبر لوحاته التشكيلية، وليس عبر زعامته للحزب النازي الذي ربما لم يخطر له على بال، ولهذا فقد سعى لكي يدرس الفن التشكيلي في عقر داره، في الأكاديمية الفنية النمساوية ذات المستوى العالي.

                          

  وصل هتلر إلى فيينا في عام 1907 لكي ينتسب إلى الأكاديمية الفنية هناك، فقد كان يحلم في شبابه أن يصبح فنانا تشكيليا معروفا، وقد تقدم هتلر لمسابقة القبول ولكنه لم ينجح أكثر من مرة، وفي نهاية المطاف تم منعه من الاشتراك نهائيا في امتحان القبول، ولكنه مع ذلك تابع العمل في مجال الفن التشكيلي كمصدر رزق بالنسبة له فأخذ يرسم البطاقات البريدية التي كانت رائجة في ذلك الوقت، حيث يقوم الفنان برسم بطاقات للمعايدة أو التهنئة بمناسبة ما ويبيعها للمارة أو ينفذها بتوصية منهم، وذلك بدلا من البطاقت المطبوعة كما هي الحال اليوم، كما عمل هتلر برسم اللوحات الإعلانية، ونقدم هنا بعضا من رسوماته التي اعتبرها النقاد الرسومات الناجحة من بين ما رسمه هتلر.

                

ومن الجدير بالذكر أن معظم الرسوم العارية للجسد والطبيعة الصامتة نفذها هتلر في عام 1908 عندما تقدم إلى الأكاديمية الفنية للمرة الثانية.

 

 

هذه اللوحة " موسيقى بحرية حالمة" التي تعود للعام 1913 بيعت بمبلغ 32ألف يورو في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، وتصور مشهدا ليليا للبحر يصور انعكاس القمر فوق امواجه، ويشير النقاد الذين تابعوا أعمال هتلر التشكيلية أنه كان

فضل الليل بيئة للوحاته الفنية في الكثير من الأحيان.

                                                               

هتلر بعد رفضه في الأكاديمية الفنية عمل رساما جوالا أو رساما متشردا كما يحلو للبعض،  ولولا اندلاع الحرب العالمية التي شارك فيها بحماس وتعامل معها كحدث أخرجه من الهامش لما توجهت أنظار هتلر إلى الحركة القومية الألمانية، وربما لو حقق طموحاته في الفن لارتوى غليله إلى المجد، ولكن ذلك لم يحدث، فهل يا ترى كان سيتغير مصير العالم لو ان هتلر قبل في الأكاديمية الفنية النمساوية؟ هل كانت طاقته ستبدد في مساحات لوحاته اللونية؟ لا ندري ذلك، تماما كما لا

ندري ماذا كان سيفعل سلفادور دالي لو كان مكان الجنرال فرانكو.

        

           

(للاطلاع على الرسوم بحجم أكبر إذهب إلى معارض الكورنيش - تشكيل)