مطارات
من مطار الى اخر
من سفر الى سفر
طائرة تأتي وتقلني وأخرى تتأخر عن موعدها
امرأة تعلن الغاء الرحلة
وأخرى تعلنها في موعدها
من مطار الى اخر
من بلد الى اخر
من قارة الى اخرى
أمضيت الكثير من سنوات عمري معلقا ما بين الارض والسماء
من مطار الى اخر من سفر الى اخر
تركت اثري في تسعين مطارا
على امتداد العالم
رحلة انتظرتها ليوم كامل وأخرى لساعات طويلة وثالثة لم تخل بموعدها
جاءت في موعدها كامرأة تحلم بلقاء رجل وفي نبيل
بعد ان اذاقها مئة رجل طعم الخيانة
جاءت في موعدها
دون ان ينتابها ادنى شك بأنني حامل الرقم الاول بعد المئة
من سفر الى سفر
من حضن سمراء لم تسمع بالعرب يوما الى حضن شقراء روسية تعشق العرب
من حضن حبشية الى حضن لاتينية
أتنقل انا
من نهدي سيبيرية المنشأ الى نهدي بولندية الصنع
أتنقل انا
لم أحفظ اسم واحدة منهن
ولا رقم هاتفها
وما حاولت يوما
كن جميعهن عابرات لليلة واحدة
وبعضهن لساعات
ومن حالفها الحظ منهن لأيام معدودات
معظمهن لم يعرفن اسمي الحقيقي
منهن من كانت تناديني يا عزيزي
وثانية يا قمري
وثالثة يا أرنبتي
ورابعة وتاسعة
و.....
و.....
وواحدة بلا رقم ولا جنسية بلا لون ولا طعم
نادتي ذات ليلة في فراش بارد يا قردتي
فأصبت برعشة تحولت بعد ثوان الى شبه صدمة
فاقفلت بابي لفترة وجيزة بوجه النساء .....
ايام مضت
واشرف الاسبوع الثالث على الانتهاء
لم اشعر بحاجة للسفر ولا لمتعة الانتظار في المطارات
لم اشعر برغبة في لقاء امرأة لإشباع نزوتي الرجولية كي لا تؤكد لي هذه المرة فعليا انني قرد ابن قرد ومن قوم القردة
وما أصدقائي الذين يدعون الثقافة والوعي وعلم السياسة والآداب على أنواعها
ما هم سوى قرود من ملتي
لا رغبة لدي، نعم لا رغبة لدي
لا رغبة لدي بامرأة لا رغبة
لا رغبة ...
انا كاذب وجبان
لدي الرغبة كل الرغبة في لقاء امرأة لا تقودني الى السرير
امرأة لا تقودني لسهرات الخمر والمجون والرقص
لدي رغبة في لقاء امرأة واحدة
امرأة لا تغرقني في بحور الملذات الجسدية التي تنتهي بمقتل بعض الحيونات المنوية
امرأة اعترف لها باسمي الحقيقي وتاريخ ميلادي
اعترف لها بحسبي ونسبي
امرأة واحدة
اعترف لها بكل الخطايا
بشذوذي وجنوني
بمغامراتي الفاشلة والناجحة
امرأة أبوح لها بكل أسراري حتى الجنسية منها
امرأة اكشف وجهي الحقيقي لها من تحت الخمار الذي أرتديه منذ سنوات
امرأة واحدة
تغفر كل ذنوبي
وتضمني الى صدرها بكل ما ابدع الخالق من علل في شخصيتي
امرأة واحدة
تقولها بصدق لمرة واحدة
أحبك.
اليمن / عدن ٢٧ - ٢- ٢٠١٢
علِّق